انكسار فى اخر العمر

اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم واهلك أعدائهم


الليله الماضيه رأيت رجلان قد حل بهما خريف العمر فاوصلوا إلى أرذله
وقد اثر في نفسي ما رأيته من حال الأثنان أطال الله في عمرهما
بخير وعافيه وسلامه في الدين
أصبحت أتنهد حزنا ....ولا اعلم هل
كان الحزن لحالهما أم لحالي وحالنا في مرحلة الشباب


الرجل المسن الأول :
كان يمشي ويحمل معه موز
(لا اعلم من الأثقل هو أم الموز )
توقف أمام سيارتنا ليتوكأ عليها ويضع الموز
وكان يلتقط انفاسه بسرعه وكأنه شارف على الموت
كان يريد ان يعبر الشارع ولكنه خائف مرتبك ينتظر يد حانيه تمسك به وتساعده
فنظره ضعيف كا بدنه النحيل .....
أو من يتعطف عليه بتوصيله لبيته ...........
لكن كل هذا لم يحصل


والرجل الآخر :آلمني حاله أكثر من الأول
فهو كفيف ........ضعيف الحال
أراد أن يشتري طعام ليلته من أحدى الكافتيريات فتكبد العناء للوصول لها
بتعطف الأجانب عليه ومن يد إلى يد حتى وصل لأحداها .......
ويجد أن طلبه ليس موجود وأن من اوصله قد ذهب بعيدا ............
ليبدأ ويتخبط طريقه من جديد ومن يد إلى يد


حتى تركوه من جديد في ذلك الشارع يمشي وحيدا ونفسه منكسره بصمت
وحزن دفين
كاد يصدم في برميل فناديته أيا والدي تنحى عن البرميل الذي أمامك
فتنحى بهدوئه وعزة نفسه
وطلبت من اختي أن نبطئ الخطى كي أطمئن أنه وصل إلى مكانٍ آمن
لكنها أرادت مني أن أسرع فالسياره في الأنتظار
وصلت إلى السياره وعيني تنظر إليه يمشي وحيدا في شارع كبير....
مظلم حوله من يستطيع مساعدته ولكن الرحمه تستجدى من قلوبهم
كم هو شعور قاتل وحده في وسط الخلائق وقلة الحيله بعد القوه والشباب

أرجعني لحالنا نحن في عمر الشباب الذي نبطش
فيه بقوه وحيويه
ونعيشه بلا هدف
يرجى ولا عمل ندخره ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
إلا قلب سليم وعمل صالح
جلّ همنا ملذات الدنيا ..... فنحن نظن أننا مخلدون فيها
نريد ان نستزيد منها قدر ما نستطيع
من مال وسلطان وبنون ونساء وملبس ومأكل


هل فكرنا بين هذا كله ماذا جنيت من يومي ؟
ماذا عملت مما يرضي الله في هذا اليوم
من صلاة وعباده أوكلمة طيبه
او أبتسامه أحتسبتها صدقة لوجه الله
أو كتاب قرأته يفقهني في ديني ودنياي ؟


البعض يخاف من انقضاء العمر وانتهاء
مرحلة الشباب فيغتنمه بطريقه سيئه
أو لا ينتفع منها بخير


وننسى اننا سنصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها الصلاه إلا من جلوس
أو لا نستطيع ان ندير شؤوننا بأنفسنا
وسيعود بنا الحال
إلى مرحلة الطفوله تحنن المراضع كان فيها
وتحنن الخلائق في هرمنا
مرحلة النهايه في هذه الدار حتى الأنتقال
إلى الدار التي سنجازى فيها تباعا لأعمالنا


يقول أحد الخطباء ....
هناك أعتقاد أن من يزيد سناً ويتقدم في العمر يكبر
وهذا خطأ فهو يصغر لأن فرصته في الحياه تقل
مع تقدم السن ومع هذا تقل فرصته في الأستزاده من عمل
الصالحات في الدنيا ....
ولا ننسى أنها دار فناء والآخره دار البقاء


أعتذر لكم إن أزعجكم حديث نفسي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللــــهم
إليك أشكو همي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلى من
تكلني إلى غريب يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن
بك غضب علي فلا أبالي ولكن رحمتك وسعت كل شيء أعوذ بنور
وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل
بي غضبك أو يحل بي سخطك فلك العقبى حتى ترضى ولك العقبى
أن رضيت ولا حول ولا قوة إلا بك
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

(ابو عيسى)

تسلمين بقايا شمعه وشكرا على المرور الدائم